الإسلام والإرهاب
تعاني أمتنا الإسلامية هذه الساعة من أمرين:
الأمر الأول: هو وصفنا بالإرهاب، والتطرف، والرجعية، وهذا الوصف زورًا، وبهتانًا، وافتراءًا على هذه الأمة المحمدية.
الأمر الثاني: هو الإرهاب الحقيقي الذي تعيشه أمتنا الإسلامية، سواء في "العراق"، أو في "فلسطين"، أو في "لبنان"، من هدم للبيوت وقتل للأطفال.
ولعل هذا يناسب موضوعنا تناسبًا عظيمًا، فالشارع العربي، والمسلم بوجه عام بيغلى، وتغلي الدماء في عروق كل إنسان يوحد الله ـ عز وجل ـ نظرًا لهذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، فالمظاهرات تجوب الشوارع كلها في البلاد الإسلامية.
وهذه المظاهرات تحتوي على شقين:
الشق الأول: هو التنبيه بألا تكون هناك مخالفة شرعية في هذه المظاهرة، وللأسف الشديد نجد بعض المخالفات في المظاهرات، فهناك من يكسر، ومن يهدم، ومن يسب، ومن يعطل حركة المرور، وهذه كلها مخالفات شرعية، تريد أن تعبر عن رأيك، عَبِّر عنه لا أحد يمنعك، ولكن لا تحدث مخالفة شرعية، فلا نريد أخطاء شرعية، فلا ضرر ولاضرار كما علمنا رسول الله"صلى الله عليه وسلم".
الشق الثاني: وهو الرجاء أن تكون هذه الحماسة بناءة ومفيدة.
فهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأمة للأزمات أو للفتن والمحن، ولكن كيف نخرج من هذه المحن بمنح؟، فقد اشتدت الفتن على الأمة الإسلامية، وصدق النبي "صلى الله عليه وسلم" فيما رُوِيَ عنه:
عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها". قال قلنا: يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: "أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن". قال قلنا: وما الوهن؟ قال: "حب الحياة وكراهية الموت".
رواه "أحمد" في "مسند أحمد بن حنبل".
وعلَّق عليه "شعيب الأرنؤوط" بقوله: إسناده حسن.
الشيخ "أحمد الجهينى"