زودت جمعية البر بجدة أبناء دار الفتيان التابعة لها بمهارات وأدوات إدارة الذات وهندسة القدرات وذلك من خلال تنظيم دورة تدريبية متخصصة نظمتها بالتعاون مع قسم الإشراف التعليمي ضمن فعاليات الدار.
حيث تناولت الدورة التدريبية التي قدمها الدكتور أحمد محمد سكلوع المدرب في مهارات الكورت والهندسة التطويرية حول كيفية إدارة الذات والقدرات وطرق تطويرها, كما استعرضت فنون وآليات إشباع حاجات النفس الأساسية لدى الإنسان لخلق التوازن في الحياة بين الواجبات والرغبات والأهداف.
وأوضحت الدورة التدريبية التي حظيت بحضور كبير من الأبناء بأن الذات في علم النفس هي التركيبة الداخلية العميقة المكونة لشخصية الإنسان وهو التركيبة العميقة للشخصية الإنسانية والتي تمثل محور توجيه أفكار وتصرفات وعادات ومعتقدات وقيم الشخص في الحياة.
واستعرض المدرب الحاجات الأساسية التي تسطير على الإنسان في حياته والتي تمثل تركيبته النفسية الداخلية وهي حاجات البقاء التي يمثلها حاجتنا إلى الطعام والماء والتنفس وحاجات الانتماء إلى الدين والعائلة والوظيفة والمجتمع كفرد من أفراده، والحاجة إلى القوة من خلال التميز في المراتب العلمية والمناصب الرفيعة، والحاجة إلى الحرية واتخاذ القرار والإرادة المستقلة للفعل، والحاجة إلى الترفيه والضحك وممارسة بعض الهوايات المحببة وممارسة بعض الألعاب والتنقل والتنزه وتغيير الاماكن بحثا عن تلبية هذه الحاجة الداخلية للنفس، حيث أشار إلى أن هذه الحاجات الاساسية تمثل رغبات داخلية وغريزة مغروسة في الذات الانسانية والاستجابة لها بتوجيه سليم وطريقة منظمة تعمل على إخراج شخص سليم متزن.
وأضاف المدرب بأن إدارة الذات بكفاءة تعني القدرة على الوفاء بهذه الحاجات الأساسية للنفس الإنسانية بتوازن ورضا تام لكل جزء من أجزاء النفس الإنسانية، مؤكدةً بأن الشخص الفاعل يتعامل مع ذاته بشكل جيد، وتناول الأولويات في الحياة وأهمية التعرف عليها وملاحظتها، مشيراً إلى أن الحاجات نجدها بصورة كبيرة في أربع مجالات رئيسة هي المجال الروحي من خلال العلاقة التعبدية بالله عز وجل وأداء الشعائر في وقتها والقيم الأساسية لفهم الحياة والتأمل الذاتي، والمجال الاجتماعي من خلال الأسرة والعلاقة بالآخر والاستقرار العاطفي وروح التكاتف والتعاضد ومحبة الآخرين، والمجال العملي عبر الواقع المهني المعاش والرضا العملي والأداء في خدمة العمل، والمجال الصحي والبدني من خلال العناية بالجسد والصحة العامة والاهتمام بما يؤكل ويشرب وتنظيم راحة الجسم وممارسة الرياضة.
يذكر بأن دار الفتيان تضم 119 من الأبناء الذين تتراوح أعمارهم مابين 8 إلى 18 عاماً، حيث تقوم الجمعية بتربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة في جميع المجالات كما تقوم بتوفير المستلزمات الخاصة بهم وتنظم لهم العديد من البرامج الترفيهية والاجتماعية والثقافية والرياضية لإدخال المرح والسرور إلى نفوسهم.