تعدد الزوجات ..!؟

تعدد الزوجات ..!؟
الموضوع كبير وخطير وسأبدأ بإحصائية قرءاتها منسوبة
للجهاز المركزي للإحصاء في مصر، ومجلة أكتوبر نشرت هذا الكلام بعنوان: (9
مليون مطلق وأرمل وعانس في مصر، و8 مليون قضية طلاق وخلع في المحاكم).
وهذا يعني أن نسبة النساء غير المتزوجات تصل إلى 30%، ويعتبر هذا قنبلة
موقوتة ونريد أن نضع حلاً لمثل هذه المشكلة.

وهو أحد الأسباب التي جعلتني أعد القصة الآتية:
امرأة أرمل ترك لها زوجها ستة أولاد، وليس لها من يعولها ومريضة بالقلب.
فكانت تحمل بعض البضائع وتدور بها على البيوت وتعرض بضائعها، وكانت امرأة
حرة قبل أن يموت زوجها، ولكن العمل يصون ماء وجهها حتى لا تلجأ إلى
التسول، وفي يوم من الأيام بدأت جولتها الساعة التاسعة صباحا، ركبت سلم
العمارة ووصلت إلى الدور الخامس في نصف ساعة وهي تعرض بضاعتها ولم يشتر
منها أحد، وجلست تأخذ نفسها وطرقت الباب ففتحت لها ربة المنزل، وقبل أن
تتلفظ تلك المرآة بكلمة واحدة أغلقت الباب في وجهها، فبكت المرآة بكاءًا
شديدًا وعلا صوتها بالبكاء، ففتحت ربة المنزل الباب مرة أخرى وسألتها عن
سبب بكائها، فلم تستطع الأرمل أن ترد عليها، فرق لها قلب المرآة وأدخلتها
بيتها وسألتها عن حكايتها، فقصت لها حكايتها وأنها تجري على أيتام ومنذ
الصباح لم تبع شيئا. فلما علمت حالها تصدقت عليها ورتبت لها جزء من المال
تأخذه.
أريد أن أقول: ألا تصعب هذه المرآة على أخت مسلمة ممكن أن تكون مثلها في
يوم من الأيام، والله ـ عز وجل ـ يقول: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".
سورة "آل عمران": من الآية (140).
فالسعادة لم تدم لأحد. كثير من الناس كانوا في القمة فسقطوا في القاع.
فالمفهوم السائد عن الزوجة الثانية وأنها تأخذ مجهود الأولى مفهوم خاطئ،
جاءت امرآة تقول صبرت على زوجي كثيرًا، زنا وسامحته ولكن أن يتزوج علىّ
فهذا مستحيل. فلو أن رجلا ترك الصلاة، وسب الدين، وسب الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ، وأرادت زوجته الطلاق فلا يساعدها أهلها على ذلك، ويقولون لها
أدعِ له عسى أن يهديه الله، أما إذا قالت لهم زوجي يريد الزواج عليّ،
فيقولون إنه يريد أن يتربى، مع أن الزواج حلال وترك الصلاة حرام، ويريدون
أن يعاقبوه على الزواج ولا يعاقبونه على ترك الصلاة .
وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن امرأة بغي دخلت الجنة في كلب سقته:
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبيُّ ـ صلى الله
عليه وسلم ـ: "بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ
العَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَني إِسْرَائِيلَ
فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لهَا بِهِ".
(موقها: الموق: الذي يلبس فوق الخف. فارسي معرب).
أخرجه "البخاري" في صحيحه.
يقول رق قلبها للكلب فنزلت البئر، وسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها.
وهذه المرآة ليست كلبًا ولكنها مسلمة حرة تريد الحلال، لماذا تقفي حائط صد
عنها؟ زوجك معه مال ويريد أن يتزوج واحدة واثنتان وثلاث. فلماذا تمنعينه؟
فنحن نريد حلاً لهذه المحنة. وليس الحلُّ أن ننفق عليهن، نعم قد ننفق
عليهن، ولكن قد يمل الإنسان بعد فترة، ولكن أن تكون زوجتي فواجب عليّ أن
أنفق عليها.
بكل أسف كنت أقول في نفسي: هل يمكن أن يسن تشريع لتحريم التعدد؟ فهذا لا
يمكن؛ لأن النص القرآني واضح وصريح حيث يقول الله سبحانه وتعالى:
"فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ
وَرُبَاعَ".
سورة "النساء": من الآية (3).
فأمر مشروعية التعدد أمر مفروغ منه.

الشيخ "أبو إسحاق الحويني"