التربية السياسية
إن من يقرأ هذا العنوان يتساءل ما دخل الطفل في السياسة؟وماذا نقصد بالتربية السياسية؟
وحتى لا نترك تساؤلات كثيرة في رأس الآباء والمربين نقول:
أولا:إن السياسة بمفهومها السليم هي قيادة الأمة وتدبير شئونها وإصلاحها لما فيه خيرها في الدنيا ولآخرة.
ثانيا:إنني لا اقصد بالسياسة تعليم الطفل كيف ينظم مظاهرة وكيف يشتم رئيس
دولة وكيف يسعى لقلب نظام الحكم فالسياسة أسمى وارفع من ذلك.
ثالثا:رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وحارب وصام وأرسل إلى ملوك وزعماء
العالم يدعوهم للإسلام وحج وعقد المعاهدات الدولية فلا معنى أبدا لان نفصل
الدين عن السياسة ونقول لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
رابعا:إن التربية السياسية لأبنائنا لهي الطريق لإقامة دولة الاستلام
وإحياء مجد المسلمين وهو ما يربي الأعداء أبناءهم عليه الآن والمسلمون
أولى منهم بذلك وأحق.
خامسا:إن التربية السياسية هي توصيل لمفهوم شمولية الإسلام لدى أبنائنا
بطريقة غير مباشرة ليكبر الطفل المسلم فيعلم كما علم أجداده من الصحابة
والتابعين والمجاهدين في عصور الإسلام الأولى أن الإسلام دين كل خير وان
الإسلام دين شامل لكل شئون الحياة وانه صالح لكل زمان ومكان فينشأ جيل
يعتز بدينه ويدافع عنه ويعيد إليه ما فقده من أمجاد وتراث.
كيف نربي أبنائنا تربية سياسية؟
هنا المهم كيفيه التربية تربية سياسة وتوصيل مفهوم السياسة بشكل مبسط وتربيتهم من خلاله بطريقة مباشرة وغير مباشرة وهي:
1-تفهيم الأولاد أن البيت مملكة صغيرة لا ينتظم أمرها إلا برئيس يدبر
أمرها ويسمع له الكل ويطيعون وبذلك يأخذ كل واحد في البيت مكانه.
2-تفهيم الأولاد أن المسلمون إذا اجتمعوا في مكان لابد لهم من شخص يجتمعون
عليه ويرجعون إليه في أمورهم وصورة المسجد وجماعة الصلاة فيه درس كبير في
هذا الشأن.
3-"من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"هكذا لابد أن نعلم أبنائنا أننا
كلنا مسلمون إلهنا واحد وديننا واحد وعبادتنا واحدة وعدونا واحد وان
اختلفت بيننا الأسماء واللغات.
4-إبعاد الطفل عن مواطن النفاق والمداهنات فعندما يقوم الأب بسب الأم أمام
أبنائها في غير وجودها وعندما تذكر الأم الأب أمام أبنائه بكل مساوئه في
غيابه ويطلب كلاهما من الأبناء ألا يذكروا ذلك للطرف الأخر،ونحن نرى في
العالم الإسلامي الآن كثيرا من النساء والرجال الذين تربوا على ذلك وهم
يتلونون بعدة ألوان يقول لك شيئا وهو يفعل شيئا أخر.
5-القهر والاستبداد من الأب للام أو من المدرس للتلاميذ ومن الأب للأبناء هو الطريق الرئيسي لتوريث الذل والقهر والاستبداد والجبن.
6-إبعاد الطفل عن الاضطرابات والصراعات والمكائد بين الآباء في البيت وبين المعلمين في المدرسة.
7-عرض الأفلام التي تمجد الإسلام وتظهر الصورة الصحيحة لحكام المسلمين
سالفا على الأطفال كفيلم [محمد الفاتحٍ]وتوضيح الدروس المستفادة منه وكيف
كان الفاتح صغيرا يقرأ القران ويحفظه ويحافظ على الصلاة في جماعة......الخ
8-البرلمان الصغير من الوسائل المهمة للغاية في التربية السياسية للطفل
المسلم فمن خلال البرلمان الصغير يتعلم الأطفال الشورى واحترام الغير
والمعارضة الايجابية البناءة غير الهدامة وعرض الآراء بحرية وأدب
ومن أهم فوائد البرلمان الصغير التعبير عن رأيه بحرية وإذا انعدمت الحرية
انعدم العطاء وبالتالي الإبداع فالقائد الديكتاتوري يصبح من حوله فاشلون.