الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين و على آله وصحبه أجمعين
هل ستبكي علينا السماء ؟؟
قال تعالى في سورة الدخان
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ)
جاء في تفسير الطبري:
( فَمَا بَكَتْ عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ
غَرَّقَهُمْ اللَّه فِي الْبَحْر, وَهُمْ فِرْعَوْن وَقَوْمه, السَّمَاء
وَالْأَرْض, وَقِيلَ: إِنَّ بُكَاء السَّمَاء حُمْرَة أَطْرَافهَا )
عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : أَتَى ابْن عَبَّاس رَجُل
فَقَالَ : يَا أَبَا عَبَّاس أَرَأَيْت قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى
{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }
فَهَلْ تَبْكِي السَّمَاء وَالْأَرْض عَلَى أَحَد ؟
قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَد مِنَ الْخَلَائِق إِلَّا لَهُ بَاب
فِي السَّمَاء مِنْهُ يَنْزِل رِزْقه , وَفِيهِ يَصْعَد عَمَله , فَإِذَا
مَاتَ الْمُؤْمِن فَأُغْلِقَ بَابه مِنَ السَّمَاء الَّذِي كَانَ يَصْعَد
فِيهِ عَمَله , وَيَنْزِل مِنْهُ رِزْقه , بَكَى عَلَيْهِ ; وَإِذَا
فَقَدَهُ مُصَلَّاهُ مِنْ الْأَرْض الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا ,
وَيَذْكُر اللَّه فِيهَا بَكَتْ عَلَيْهِ , وَإِنَّ قَوْم فِرْعَوْن لَمْ
يَكُنْ لَهُمْ فِي الْأَرْض آثَار صَالِحَة , وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَد إِلَى
السَّمَاء مِنْهُمْ خَيْر , قَالَ: فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمْ السَّمَاء
وَالْأَرْض. انتهـى
رقـم الفتوى : 94974
عنوان الفتوى : درجة حديث بكاء السماء والأرض
تاريخ الفتوى : 29 ربيع الأول 1428 / 17-04-2007
السؤال
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، أحببت أن أسألكم ما صحة هذا الحديث؟ أن
رجلاً قال له: يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى "فَمَا بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ"
.......................... انتهى. جزاكم الله خيراً.. وأحسن إليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نعثر على رواية هذا الحديث بهذه الصيغة، وإنما
وردت ألفاظ منه متفرقة، وأغلبها لا يخلو من كلام، وأغلبها موقوف على ابن
عباس أو على علي رضي الله عنهما، وكثير منها موقوف على التابعين، وقد روى
الترمذي وأبو يعلى بسند فيه موسى بن عبيدة ويزيد الرقاشي -وهما ضعيفان عند
أهل الفن- رويا عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
من مؤمن إلا وله بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات
بكيا عليه فذلك قوله عز وجل: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء
وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. انتهى.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى