روت أم أيمن – وهي الجارية التي تركها عبدالله لآمنة أم الرسول عليه الصلاة والسلام – قصة محمد - صلى الله عليه وسلم – مع صنم في الجاهلية ، فبعد بعثته - صلى الله عليه وسلم – قالت :
كان لقريش في الجاهلية عيد لصنم من أصنامهم ( كان عدد الأصنام ثلاثمائة وستين صنما ً ) وكان هذا الصنم المقصود هو صنم اسمه " بوانة " فكانت قريش تقدس ذلك الصنم وتذبح له القرابين ، وتحلف عنده وتظل عابدة له يوما ً بطوله إلى الليل كل سنة .
وكان عبد المطلب قد رأى أن محمدا ً - صلى الله عليه وسلم – يعزف عن أعياد الأصنام ويبتعد عنها فعابته في ذلك ، وكانت عماته يخشين عليه غضب ( صنمهم هذا ) .
فقلن له : إنا نخاف عليك من ابتعادك عن آلهتنا ورفضك حضور أعيادنا .
وظلوا يلحوا عليه ويترجونه حتى وافق مضطرا ً إلى الذهاب معهم ، لكنه عاد مفزوعا ً ومرعوبا ً ، فقلن له : ماذا بك ؟ وما حدث لك ؟
قال - صلى الله عليه وسلم - : إنني أخشى على نفسي أن يكون بي لمم ( أي لمة : هي مس الشيطان ) .
فقلن له : ما كان الله ليبتليك وفيك كل خصال الخير ، ماذا حدث لك ؟
فقال - صلى الله عليه وسلم – كلما اقتربت من الصنم رأيت رجلا ً أبيضا ً طويلا ً يصيح بي ويقول : لا تقترب منه يا محمد ولا تمسه .
قالت أم أيمن : فمنذ تلك الليلة لم يحضر للأصنام عيدا ً حتى بعث رسولا ً - صلى الله عليه وسلم -