المدير العام Admin
عدد الرسائل : 1084 العمر : 37 البلد : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 6 نقاط : 198 تاريخ التسجيل : 20/03/2008
| موضوع: الـلـبـوة السبت 13 سبتمبر - 18:05:17 | |
| مدينة الحمراء تغرق في ظلام دامس الساعة الثانية مساءً .. هدوء القرى واضح وجلي في هذه المدينة . وفي أحد أحياء تلك المدينة الهادئة يقبع بيت صغير لا يميزه شيء عن غيره من البيوت ، له سور صغير وحديقة خلفية زرع فيها صاحب الدار بعض الخضراوات والفواكه .. إحدى غرف المنزل الأربع أعدت لاستقبال الضيوف .. أما الثانية فهي مكتبة مليئة بالكتب ، كتب على الدواليب الحديدية ، وفوق الكتب كتب ، وعلى الأرض كتب ، وفي وسط هذه المكتبة مكتب خشبي صغير .. وثالثة لنوم الأطفال ورابعة لنوم رب الدار ومطبخ ودروتي مياه . وفي منتصف الدار صالة متوسطة الحجم . جميع من في البيت نيام .. وفجأة يطرق الباب بشدة . يزداد الطرق .. بدأ أحدهم يرفس الباب بشدة .. كاد الباب الخشبي أن يسقط من شدة الضرب .. استيقظ أهل الدار . جرى الطفل ذي الاثني عشر عاما تجاه الباب الطفل : من .. من ؟! صوت غليظ : افتح الباب وإلا كسرناه .. الشرطة .. الشرطة.. بسرعة افتح الباب. ويواصل ضرب الباب الطفل : حسنا .. توقف عن ضرب الباب لأتمكن من فتحه . يتوقف الطرق . يفتح الطفل الباب .. يهجم عدد من الرجال على الباب .. يسقط الطفل على الأرض من شدة اندفاعهم .. يقوم وقد ملأ الذهول وجهه . الطفل : من أنتم ؟ ماذا تريدون منّا ؟ يركله أحد رجال الشرطة على بطنه .. يركع من شدة الألم ويتأوه ؛ فيرفسه آخر ؛ ليسقط على الأرض وهو يبكي من شدة الألم . يقهقه الجنود من شدة الضحك .. ويبكي الطفل من شدة الألم . صوتٌ حازمٌ من داخل المنزل : فارس .. فارس قم يا ولدي .. البكاء للنساء .. أنت رجل مسلم .. قم واجه الظلمة كما علمك أبوك . يدخل رجل قصير القائمة نحيل الجسد حاد الملامح وعلى كتفه تاج . الضابط : أهلا باللبوة .. صدق من قال : إن زوجة عاصم لبؤة . أم فارس : الليث ينكح لبؤة .. والأتان ينكحها حمار . الضابط يضحك : حمار .. حمار .. لولا أنني في قمة السعادة اليوم لحطمت عنقك لهذه الكلمة .. ( يبتسم ابتسامة سخرية ) ولكن ايتها الخبيثة لماذا اخترت الحمار بالذات ألأن ( وحرك يده بحركة معينة وغمز بعينه ) أعجب اللبوة ؟ ضج الجنود بالضحك . أم فارس : سيأتي يوم نضحك نحن منكم . الضابط ( وقد ) تغيرت سحنته ونظر بكل ود لفارس : فارس حبيبي أين بابا ؟ فارس : لا أعلم . الضابط : فارس ، لا تكذب .. ألم يعلمك أبوك أن الكذب حرام .. وأن الذي يكذب سيذهب للنار ؟ فارس : بلى .. ولكني لم أكذب فأنا لا أعلم أين أبي . يدفعه الضابط بقسوة ويتقدم ليدخل لداخل الدار . أم فارس : توقف أين تدخل ؟ الضابط : عندي أمر بالتفتيش . أم فارس : أرني الأمر من حقي أن أراه . ينظر الضابط إلى أم فارس بحقد ونفاد صبر .. ثم يليقى الورقة تجاهها . أم فارس : فارس أحضر الورقة . يتقدم فارس ويحضر الورقة . تفتحها أمه وتنظر فيها بسرعة . أم فارس : فتش كما تشاء ، ولكنني سأخبر المدعي العام أنك ألقيت ورقته على الأرض . الضابط وقد بدأ يفقد صوابه : تهددينني يا حمارة .. يا خنـزيرة .. سأكسر رأسك . أتفهمين . خرجت أم فارس من خلف الجدار الذي كانت خلفه طوال الوقت ، وقد حملت أحد أطفالها بين يديها ، وتشبث بعبائتها ولد وبنت : أفعل ما تشاء لن أخافك ولن أخشاك .. مت بغيظك . تخرج أم فارس خارج المنزل الذي أمتلأ برجال الشرطة . الضابط : أبحثوا عن عصام في كل مكان ، لا تبقوا شبرا إلا بحثتم فيه . يبدأ الجند في البحث . يلقون بكل شيء ويبحثون في كل مكان ، ولكن لم يجدوا الرجل . الضابط بضيق : الظاهر أننا لن نجده اليوم .. هذا ما يظهر . الضابط يفكر قليلا ثم يقول : هيا لنذهب ( ويشير إلى الجنود بالخروج ) . يلتفت وهو خارج من المنزل وينظر في وجه أم فارس الذي خمرته : خيرا سنذهب ولكن أخبري عصام أننا نريده وسنعرف كيف نقبض عليه . خرج الجميع من المنزل ، أغلق فارس الباب وقلبه يدق بعنف ، ليلتفت وينظر لإخوانه نظرة رحمة . تلك النظرة التي حفظها من والده ، وينظر إلى أمه فيراها ساجدة لله تعالى . يسمع فارس صوت والده يأتي من داخل المنزل . عصام يبتسم : بطل يا فارس . مجاهد شجاع بحق . يفتح يديه ليحتضن فارس وأمه وأخوانه ، تخفي أم فارس دمعة فارقت محجرها ويلحظها عصام . عصام : ولدى ، لماذا جاءوا ؟؟ ماذا يريدون مني ؟؟ فارس : يريدون سجنك يا أبي . عصام : لماذا يريدون سجني يا ولدي ؟ فارس يتذكر كلام والده جيدا : إنهم جند الشيطان ، يسجنون كل موحد ، كل من قال : لا إله إلا الله وأتى بحقها . عصام : أنت رائع يا فارس رائع يا أبن اللبؤة . يبتسم فارس وأمه . يكشر أحد الأطفال ويقول : وأنا رائع يا أبي أيضا ، أنا كنت أعرف أنك في القبو ولم أتكلم ، لأن المسلم يحفظ السر ولا يخون ، أليس كذلك يا أبي ؟؟ يقهقه عصام وزوجه من شدة الضحك . عصام : نعم كذلك ، نعم كذلك يا بطل . يتناهى لسمعهم أذان الفجر والمؤذن يقول : أشهد ألا لا إله إلا الله .
| الـلـبـوة |
|
عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية | | |
|