إبداعات وسام الإشراف
عدد الرسائل : 260 العمر : 40 البلد : السٌّمعَة : 0 نقاط : 771 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: تنمية المواطن بين الجمعيات الخيرية والاجتماعية الأربعاء 10 يونيو - 6:04:36 | |
| د. عبدالله مرعي بن محفوظأولاً: انتقل مفهوم معايير التصنيف في الخدمات والجودة من قطاع التجارة والصناعة إلى المنظمات الخدمية كالجامعات والمعاهد التعليمية، حتى وصل للمجالات الخيرية، ومن خلال التصنيف اتّضح الفرق الإستراتيجي ما بين الجمعيات الخيرية وجمعيات التنمية الاجتماعية، وإن كان الاختلاف في الرؤية لا يعني الاختلاف في الهدف، وهو تنمية الإنسان، وسد احتياجاته الأساسية، ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار الدراسات العلمية التي قامت بمتابعة أعمال الجمعيات الخيرية الإسلامية والغربية في القارة الإفريقية، حيث تبيّن أن 80% منها كانت تسير وفق إستراتيجية دينية وسياسية، وتسعى إلى بث روح (الدِّين) في مساعدة الفقراء، وبمتابعة أداء وتقييم هذه الجمعيات وجد أن أغلبها تحمل أرقامًا إحصائية توضّح الدور المشرف الذي قامت به في إرساء تعاليم الدّين، وحسب التقرير إن معظم هذه القبائل الإفريقية لم تتبع الإسلام دينًا ولا المسيحية عقيدةً، وإنما يتظاهرون بذلك طلبًا للمساعدة في محنتهم القاسية.ثانيًا: بتقييم ناتج الجمعيات الخيرية في الوطن العربي التي حصلت في عام 2008م على 18 مليار دولار من تبرعات المحسنين، تبين الحقيقة (المؤلمة) بأن الفقير العربي استفاد فعليًّا بـ 3.8 مليار دولار، بمعنى كل دولار أُنفق من المحسنين استفاد منه الفقير 20 سنتًا أمريكيًّا بما يعادل 75 هللة سعودية، أمّا الـ80 سنتًا (3 ريالات سعودية) فصرفت مصاريف متنوعة لعمل الخير مثل: الرواتب، والنقل، وشراء المباني، والموجدات للجمعيات الخيرية، هذا المعلومة ذكرتها الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل، مديرة جمعية الملك خالد الخيرية في منتدى المسؤولية الاجتماعية بعنوان “من الرعوية إلى التنمية المستدامة” التي عقدت في جدة السبت الماضي، ونظمتها جمعية الأمير ماجد للتنمية الاجتماعية. خلاصة النقطتين السابقتين هي المعلومة الإحصائية، والدراسات البحثية على واقع الجمعيات الخيرية خلال العشر السنوات الماضية، والحال الواقع يوضح أن فقراء العرب يزدادون كل عام ولا ينقصون، وكذلك العاطلون أصبحوا يبحثون عن الرعوية، وليس تنمية كفاءتهم العملية، وهنا تقف (الحقيقة) جدارًا صامتًا أمام السيل الجارف ممّن يلقون عليك حجر العداء لمحاربة الجمعيات الخيرية، وللمعلومية أنا لست محاربًا لدورها، بل أنادي مثل غيري بتنظيم أعمالها نحو تنمية الفرد المسلم، وليس تحميل مسؤولية حياته على الآخرين، وهذا الأمر جعلته هدفي حين شاركت كـ مؤسس لجمعية كندة الخيرية، وطبّقته حين أصبحت مديرًا عامًّا لها، دعمت صندوق المؤسسة سنويًّا بأكثر من 15 في المائة من دخلي في العام قبل أن أطلب من الآخرين، وحددتُ هدفي بدعم تعليم الشباب، والتأمين الطبي لكبار السن، وتوفير سكن ملائم للعجزة، أمّا المساعدات المباشرة والاستهلاكية فقد وجدت أنها تحيل (العوائل) وليس الفرد إلى عاطلين عن العمل.يقول برناردشو «الوطن ليس هو فقط المكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل هو المكان الذي تُكفل فيه كرامته، وتُصان حقوقه»، فهل حق المواطن المحتاج إسكات جوعه، ودفع مصاريف حياته، أم حق المواطن بأن نحفظ له كرامة العيش والتعليم والعمل في بيئة مناسبة تسد احتياجاته؟ لذلك أقول إن الجمعيات الخيرية عوّدت المستفيدين على العطاء بالطريقة “الرعوية” والذى ساهم في إنجاب جيل من الأطفال والأسر التي تعيش على (الاتّكالية)، بدلاً من إعطائهم الأدوات التي تمكّنهم الخروج من دائرة الفقر عبر تدريبهم على اكتساب مهارات عملية تساعدهم في الخروج في بناء مشروع يكون مصدر دخل لهم. وهذا الأمر يدفعنا لتغيير إستراتيجية عمل الجمعيات الخيرية، ودخول جمعيات لتنمية الأعمال، وتكون لدينا جمعيات تنمية اجتماعية لدعم الحرفيين الرجال، ودعم عمل المرأة من المنزل، وتطوير قدرات الشباب المهنية، ودعم الجمعيات الاجتماعية التي تهتم بدور الأم والأبناء، ومساعدة الشباب في الإنتاجية، وهذا الأمر توسّع فعليًّا على أرض الواقع، حيث تحوّل المجتمع المدني السعودي إلى الاهتمام بتنوع مصادر الإنفاق الخيري إلى مجالات مختلفة، وتصب في مصلحة واحدة وهي المجتمع، ولتوضيح ذلك بينت دراسة لمجلس الغرف السعودية نسب توزيع أعمال الخير لرجال الأعمال، وكبار المحسنين، فكانت المساهمة في المناسبات والمهرجانات الوطنية بنسبة 9.6%، ودعم الأنشطة العلمية والتعليمية بنسبة 7.5%، ودعم الأنشطة الرياضية والثقافية 6.5%، وتجميل المدن والمشاركة في إقامة الحدائق والمتنزهات 5.7%، ودعم أنشطة البيئة وحمايتها 4.6%، وأنشطة اجتماعية أخرى متصلة بالمرأة 10.9%، ليكون إجمالي الإسهامات للتنمية الاجتماعية 44.7 في المائة، أمّا التبرعات الخيرية فكانت كالتالي: الجمعيات الخيرية 10.9%، والصدقات المباشرة 11.5%، وتبرعات لإقامة المساجد 9%، والتبرعات للمحتاجين من المسلمين خارج المملكة 18.9%، لتكون النسبة 50.3 في المائة. ختامًا إن مبادرة جمعية ماجد للتنمية الاجتماعية هي إخراج الأسر السعودية من الرعوية إلى الاستدامة، وهي من المبادرات الهامة، وتمثّل نقلة لدور الجمعيات الوطنية، ويسعى المنتدى إلى تثقيف وتعليم الجمعيات الخيرية والشركات العائلية التي لها نصيب الأسد في المساهمات الخيرية، ويعتبرون من أهم الروافد المالية للعمل الخيري والاجتماعي، ولكن يظل للإعلام دور مهم مع الشركات المساهمة والبنوك، حيث دورها ضعيف جدًا في دعم العمل الخيري، مع العلم بأن رأسمال تلك الشركات يعتبر كبيرًا جدًا بالمقارنة مع الشركات العائلية، وما يميّز الغرب هو الاعتماد على الشركات المساهمة الكبيرة في دعم النشاط الخيري والاجتماعي، والمطلوب هو تكثيف الجهود على تلك المؤسسات والشركات المساهمة لإقناعها، وإقناع مجالس إداراتها والمساهمين فيها بضرورة القيام بدورهم المجتمعي بشكل أكبر، ويتماشى مع دورهم الاقتصادي والمالي.المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 10 يونيو 2009رابط المقال:http://al-madina.com/node/146658 | |
|
المدير العام Admin
عدد الرسائل : 1084 العمر : 37 البلد : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 6 نقاط : 198 تاريخ التسجيل : 20/03/2008
| موضوع: رد: تنمية المواطن بين الجمعيات الخيرية والاجتماعية الأربعاء 10 يونيو - 8:21:43 | |
| شكرا جزيلاا بارك الله فيك
| |
|