إبداعات وسام الإشراف
عدد الرسائل : 260 العمر : 40 البلد : السٌّمعَة : 0 نقاط : 771 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: شباب جدة .. لن يعيش في جلباب المجتمع الأربعاء 15 يوليو - 10:21:46 | |
| د . عبدالله مرعي بن محفوظالشباب في جدة يقولون إن هناك مشاعر (كبت) يعيشون فيه ، بسبب المراقبة الدائمة من العائلة والاتهام المبالغ من الأجهزة المختصة والإحباط الذي أصبح يحاصرهم من التعليم الجامعي الى العمل ، لذلك فهم في بعض الأحيان يتصنعون النشوة من أي احتفال بلغة مبالغ فيها ، مثل فوز المنتخب أو مهرجان الصيف أو احتفال غنائي ، ومع ذلك (الفرحة) تنعكس عليهم بمواجهة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بسبب ثقافة الانضباط ، وفي اعتقادهم أن المواجهة سوف تفشل أي مهمة في إقامة مُجتمع فاضل مؤمن بالأخلاق والخصال الحميدة ، إذا كان بهذا الأسلوب .والمواجهة بصفة عامة ليست مشكلة المدن الكبرى ، حيث نجد قيم الرجولة في حمل السلاح بالقرى التي لها قيمة قبلية وآثارها لازالت قائمة ، وتلاحظ ذلك وانت تتابع موقع (سبق) أو (الوئام) فحين تقرأ أخبار العنف بين الشباب والأحداث في المناطق الصغيرة تكاد تكون (غير) عن المناطق الكبرى بسبب حمل السلاح ، ويصبح التفحيط أو التجمع حول الأسواق شيئا ثانويا ، بل الأمر امتدت ملامحه الى البنات بسبب العنف الأسري ما بين قاتل او مقتول ، وفي هذه المشاكل حيثما تقرأ في الصحافة او ترى في القنوات تسمع عن أهمية ثقافة المجتمع .وحول موضوع (الثقافة) بالذات تفلسفت مرة في أحد اللقاءات مع مجموعة من الشباب في غرفة الأعمال بجدة عن أهمية ثقافة المجتمع ، فرد عليّ أحدهم وقال : (ياخي) قول جلباب المجتمع بمختصر المفيد ، ونحن لن نعيش في هذا الجلباب ، أجبته : عجيب ولماذا لا تريد ؟ فقال : ماهية جلباب المجتمع الاقتصادي في جدة هل هي العقارات الكبيرة والمسورة ، أم انها المصانع التي يعمل بها الاجانب ، ام انها المحلات والمطاعم التي تعمل بتستر اجنبي ؟!حاولت أن ابرر الموضوع ببعض الشرح ، فلم ينتظر التبرير واستمر يبحر في الجانب الآخر وهو الجلباب الاجتماعي وقال : هذا عدا الخادمات التي تعمل الواحدة منهن مربية بدلاً من الام ، والسائق الذي يعمل بدلاً من رب الاسرة ؟ للأسف انتم ترغبون في (تنميط) جميع الشباب وصبهم في قوالب مسبقة الصنع حتى يصبح الجميع متماثلين ومتشابهين ومتطابقين بثقافة سعودية ليس لهم طعم أو لون ، وتلغون شخصية الشاب والشابة المتميزة والفريدة (بحد تعبيره) وتضعون بدلاً عنها عاداتكم وتقاليدكم النفطية! أخيرا قال لي اين هي ثقافة المجتمع ؟ هل هو نظام مكتوب ام انه المقصود العادات والتقاليد غير المعروفة لنا على الأقل ؟فقلت : (واو) شباب جدة غير !! اعتقد أن الطرح نوع ما منطقي وأفضل منا نحن المنظرين ، صحيح ما قاله ليس نظرة اجتماعية سوية مائة بالمائة ، ولكن الحقيقة ليس هناك نظام اجتماعي مكتوب او حتى تعريف لهذه العادات والأخلاق (السعودية) ، سوى كلمة الصح التي يراها الكبير او الخطأ التي يصفها المراهق في التعامل مع شباب اليوم .على العموم هم شرحوا معاناتهم من خلال كلمة (الكبت) الاجتماعي من خلال منتدياتهم وبسبب (الهيئة) في العموم ، ويحذروننا بأننا سوف نفقد المنظومة المتكاملة ويتحول المراهقون الى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت في وجه المجتمع ، إذا استمر عدم الاهتمام بالاستثمار الإيجابي لفراغ الشباب وتوجيههم وتوعية المرأة والأسرة .نقلت سابقاً حديثهم واحداثاً متقطعة من هنا وهناك ، ولكن الأربعاء الماضي حضرت فعالية أقامتها شركة الزاهد لشباب جدة ، وهدف التوعية والاحتفال ليس إلغاء الكتابات والرسوم المسيئة على المنشآت والمباني والأماكن الساحلية الجميلة ، بل الفاعلية كانت اكتشاف طاقات شبابية مبدعة عنوانها (إبداعك) في خدمة المجتمع (نعم شباب جدة غير) أو هكذا دائماً يقولون عن أبناء محافظة جدة ، وهم فعلاً اقرب إلى هذا الوصف من خلال الطاقات الجميلة التي يتحلون بها ، وقبل الخوض في الإبداع حسب مفهومي ، أقول بأن الشباب يحتاج الى تدشين مفهوم جديد للتعايش المشترك مع المجتمع ، من خلال التربية الحُرة والسلوك القائم على احترام الطرفين للمعادلة وهي الدين والعادات ، فما هي جلباب المجتمع او ثقافة المجتمع التي نريد الشباب إن يعيشوا بها ؟ الحقيقة الواقعة ليس هناك ثقافة مكتوبة ، مع العلم انه يُمكن بسهولة صياغة منهج اخلاقي يستند على العلوم الإنسانية الحديثة والفلسفات الأخلاقية القديمة التي طويناها في كتب التاريخ لأعلام التراث العربي مثل الفارابي وابن خلدون .كما ان هناك ملاحظة على هامش التراث العربي في هذا الفاعلية ، حيث وجدت أن ما يكتب باللغة الإنجليزية من تعليقات على الرسومات تجدها أكثر عمقا وعقلانية وتهذيبا من اللغة العربية , فهل يعقل أن الشباب يجدون سهولة في التعبير عن آرائهم دون لغة الأم العربية ، ام انها ترجع إلى مستوى مخرجات التعليم وأثرها على أسلوب الكتابة والرسم وصولا الى مستوى الثقافة عند الفرد الذي ينعكس تلقائيا على طرحه ومدى تجاوبه مع أي موضوع.ختاماً اعتقد أن الشباب اليوم يريد أن يرتوي من الحرية والعلم والحكمة لتكون معادلات تنعكس على التأدب والتهذيب وتكون ضد الكبت والتسلط بمُختلف تشكيلاته وتنويعاته.المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 15 يوليو 2009رابط المقال:http://al-madina.com/node/159890 | |
|