إبداعات
وسام الإشراف
عدد الرسائل : 260
العمر : 40
البلد : 
السٌّمعَة : 0
نقاط : 771
تاريخ التسجيل : 26/01/2009
 |  موضوع: الناشر السعودي والفيس بوك  الأربعاء 12 أغسطس - 0:26:16 | |
| د.عبدالله محفوظ يقينًا إن العالم العربي ليس مستهدفًا في عاداته وتقاليده عبر الكم الهائل من الاختراعات الغريبة التي تستبسل في الدفاع عن مشروع الحرية والعقل والعلم والتواصل، خاصة الاختراعات التي تتواصل عبر إنجاز بيئات ومواطن افتراضية للإنسان، سهلة التحكم والاتصال والوصول.موقع (facebook) أحد الأمثلة للإبداع الشبابي الغربي الذي يؤمن بالمجتمع الواحد لينهي مجالس النخبة الثقافية أو الاجتماعية، ويفتح الباب لمجالس الشعب، ذات الحيوية المزدهرة بالأفكار الإبداعية والخلاقة، لذلك قررت قبل سنتين أن أشترك بها، ومع أنني واجهت صعوبات كبيرة حتى أفهم لوغاريتمات التعامل معه لأنها تخاطب روح العصر وهي الاختصارات، ولكن بعد فترة أصبحت كما يقولون عنهم “فيس بوكي” محترفًا، وأستطيع فهم معاني الاختصار، وتكوين مجموعات، وأن أتواصل مع الآخرين في صناعة الأحداث، وأتابع مجرياتها على الساحة، وأرقب ردود الفعل بعدها.وأول تجربة لي كانت مع المبدع السعودي “طراد الأسمري” صاحب الفيلم الوثائقي “راتبي ألفي ريال” الذي استخدم موقع “YouTube” في نشرها بدلاً من القنوات الفضائية، وأحدث صدىً كبيرًا في العالم العربي، بعدها أصبح طراد الأكثر انتشارًا في facebook، بسبب تأسيسه لموقع محاربة الفقر في السعودية، وأصبح أصدقاؤه في “القروب” المختلفة أكثر من عشرة آلاف عضو مشترك من الشباب، وبها آلاف من القضايا والقصص والآراء المختلفة، وهنا لا تستطيع أي جريدة محلية مجاراة وقائع الطرح، ولا يستطيع الرقيب أن يحذف أي ردود انفعالية من الشباب المتحفز لرأيه، يجاريه على الجانب الآخر بالموقع عبدالله بالبيد، وأحمد العمودي اللذين أسسا موقعًا للمسؤولية الاجتماعية في السعودية، ووضعا عليه الشخصية القيادية صالح التركي رئيس الغرفة التجارية الصناعية السابق لمحافظة جدة، وخلال أيام أصبح المشتركون معه أكثر من ألف شخص من مختلف مناطق السعودية، يتناولون كافة قضايا المسؤولية الاجتماعية، ويناقشون أسماء الشركات المساهمة في الأعمال الاجتماعية، هذا عدا المجموعات الإعلامية الأخرى التي أصبحت تطلق أعمالها على موقع الفيس بوك؛ أمثال هاني الظاهري من (الاقتصادية)، وجمال بنون من (الحياة)، وزكية القرشي، وريم أسعد صاحبتا قضايا المرأة السعودية، وصلاح مخارش من (الجزيرة)، وحمد العشيوان من (الوطن)، هؤلاء أصبح قرّاؤهم بالآلاف من داخل وخارج الوطن، وتجد الردود عليهم خلال دقائق على الموقع.ومن هذا التفاعل الاجتماعي انتهزت الفرصة مع رئيس فريق النادي الأدبي بجدة أحمد قرّان الزهراني عند بداية التحضير لمعرض الناشر السعودي التابع لمهرجان جدة غير، بأن نبحث عن مجموعة من المثقفين المهتمين بصناعة الكتاب على هذا الموقع، فوجدنا مجموعة ثقافية من الكويت تطلق على نفسها اسم مجموعة “كتاب جديد في السوق”، وموقع آخر اسمه “كتاب أعجبني”، المجموعتان تهدفان في الأساس إلى دفع المزيد من المبدعين إلى ساحة الإنتاج الأدبي، ومساعدتهم في بدايات مشوارهم مع الإبداع، وقد استفدنا من الأفكار الموضوعة وطلبنا من شباب جدة إنشاء موقع للناشر السعودي واستقطاب المبدعين إلىه، فوصل عدد المشتركين إلى أربعمائة مشترك، ونسعى إلى تقديم أفكار جديدة حتى يصل العدد إلى خمسة آلاف مشترك مع موعد إقامة المعرض في السنة المقبلة 1431هـ، هؤلاء المشتركون وضعوا أفكارًا ومجالات تطوير للمعرض تتجاوز قدرات شركات التسويق الإعلامية في العالم العربي، 400 شاب وفتاة يشاركون يوميًّا المعرض بالسلبيات والإيجابيات، ويقترحون الحلول مجانًا، إيمانًا منهم بحق المشاركة والمسؤولية الاجتماعية، عشرات الشباب تقدم بطلب طباعة كتبهم الإبداعية التي لن ترى النور طالما أن الناشر يبحث عن الأسماء اللامعة، والبعض الآخر وجد في الموقع غايته البسيطة في نشر إبداعه الروائي أو الشعري، وإن كانت على أجزاء متفرقة، ولسان حاله يقول “لا يهمني المال بقدر تفاعل الأعضاء مع ما انتجه من إبداع فكري”. وأمّا فكرة توقيع الكتب في معرض الناشر السعودي فقد أخذناها من الشاب المصري محمد التهامي الذي يعتبر من أنشط الشباب العربي على الفيس بوك، ومن أكثر التجارب ظهورًا وحضورًا إلكترونيًّا، حيث يتفرد في إدارة مجموعته على الفيس بوك، وكان العدد الكبير من الذين حضروا حفل توقيع كتابه دلالة على قدرته على التواصل مع شباب الفيس بوك الذي هو في نفس المرحلة السنية لهم، وأثبت أنه مرتبط بهم بعلاقات صداقة حقيقية وليست إلكترونية فقط.وإذا تجاوزنا موضوع الناشر السعودي في هذا المقال نجد أن الموقع استطاع أن يجلب إلى صفحاته من الخليج والشرق الأوسط ما يقارب عشرة ملايين عضو مشترك، وهم يخترقون الجدران الافتراضية بنقرة أصبع وفأرة عبر الألياف الضوئية؛ فيتبادلون المعرفة والثقافة والسياسة والهوية والتوطين، هذا عدا القصص الكثيرة والحكايات المثيرة والكتابات الطائشة، لذلك أصبح “الفيس بوك” هو الموقع الديمقراطي الوحيد في العالم العربي الذي جاءنا هبة ومنحة ساقها إلينا العزيز الجبار، واسطته الغرب، وأداته الثقافة والعلم، والمدينة التي تجد فيها أصدقاءك يقروك سلامهم، ديمقراطية كاملة الأوصاف، وحوارية تؤمن بمبدأ الجوار، وتؤسس للآخر، لا لكي ينبذك، أو يستبعدك، أو يفضح وجودك في حضورك، وفي غير حضورك، بل يدافع عنك استبسالاً، ويطالبك أن تبقى الشريك والخصم، واللعبة والحراك والمعنى والقيمة، كما أنت من خلال الرمز والصورة واللوغو والإشارة.ختامًا لقد وجدت في هذا الموقع الأداة والقرية والوهم، وكذلك وجدت بها أغلب أقربائي، وجميع أصدقائي، وجميع الإعلاميين والمثقفين، تلامذة وأساتذة، وزراء ومسؤولين، مدنيين وعسكريين، وقليلاً من أهل الغناء والطرب، وبعض رجال الأعمال، حقيقة موقع facebook يجعلنا نحن الطبقات الاجتماعية والجهات الحكومية والأعضاء الموقعين بنقراتنا على الماوس فئة واحدة، ومجتمعًا تعدديًّا في هواياته وأفكاره.المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 12 أغسطس 2009رابط المقال:http://al-madina.com/node/168685 | |
|
