إبداعات وسام الإشراف
عدد الرسائل : 260 العمر : 40 البلد : السٌّمعَة : 0 نقاط : 771 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: الحج عبادة وسلوك حضاري وليس سياسياً الأربعاء 25 نوفمبر - 0:00:45 | |
| د.عبد الله مرعي محفوظ هذا الرفض بأن تصبح مناسك الحج مكاناً للتنفيس والتصعيد والتعبئة السياسية أتى إيماناً بأن الحج فريضة إلهية ويجب أن تعطى حق قدرها بلا غلو أو تشدد.ان مسؤولية السعودية كونها وصية على أقدس مدينتين من ناحية الإسلام، منحها نفوذاً لا يقدر بثمن في منطقة منكوبة اليوم بالصراعات، وهو النفوذ الذي دفع السعودية لتحقيق هدفها المتمثل في نزع فتيل العديد من الأزمات التي تجتاح العالم الإسلامي.هذه المقدمة التي ذكرتها كانت جزءاً من مقال الأمير تركي الفيصل بعنوان « لماذا افتخر بكوني سعوديا « ، ونزع فتيل الخلاف في موسم الحج من كل عام هو أهم الأهداف السياسية السعودية ، حيث تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى اشاعة السكينة والطمأنينة لكافة المسلمين في موسم الحج ، وهو مقتضى شعائري لتوفير الأجواء الإيمانية داخل المشاعر المقدسة، هذا بخلاف توفير جميع الخدمات وتهيئة المرافق العامة لخدمة الحجاج والوقوف على جاهزيتها، بالإضافة إلى الارتقاء بجودة مستوى خدمات الإعاشة والمسكن والصحة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام . الحج عبادة ، حيث ظلت أيام الشهر بمعزل ومنأى عن الأعمال السياسية ومتاهاتها، إيماناً بأن مناسك الحج لبيت الله العظيم أكبر من أن تدنس بالأوضاع السياسية ، ولهذا نرى بأن المشهد السياسي السعودي سار وفق المبدأ الفقهي (سد الذرائع مقدم على جلب المنافع) وظل صامتاً – صمت الحكيم - خلال السنوات الماضية إيماناً بأن على حكومة السعودية تسهيل ما يمكن من الإمكانيات والبعد عن أي مياه آسنة في التصريحات ليكتمل الحج بلا رفث ولا فسوق ولا جدال.إلا أن التصريحات السياسية الطائشة التي يصدرها البعض في حج كل عام هجري تجعلنا نؤمن وبيقين تام بأن الهرم السياسي في إيران لا يملك أي قدر من الاتزان السياسي سواء على الصعيد الشخصي أو العملي وإن اختلفت توجهاتهم المحافظة أو الإصلاحية فكلاهما على نفس القدر من الارتجال، فالدعوات الأخيرة الصادرة من إيران بـ (تسييس الحج) لهذا العام والتي أتت من أجل اكتساب فرصة للهروب من ضغط وكالة الطاقة الذرية بإبعاد أنظارهم عنها واختلاقهم بؤرة توتر جديدة كعادتهم بعد مزارع شبعا اللبنانية ومنطقة صعدة اليمنية، فالظاهر لهذه الدعوة ليس كباطنها، وإن أتت الدعوة مغلفة لنصرة الحق ضد الظلم العالمي الذي ينتهجه الغرب، هذه الدعوة العامة قوبلت وبشكل صارم برفض سياسي سعودي على لسان وزير الحج الدكتور فؤاد فارسي بأن يكون الحج متنفساً سياسياً لأي دولة كانت أو لأي سببٍ كان، وكذلك اتى التأكيد من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة بأن سياسة السعودية لا تسمح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي.ان الدعوات الإيرانية بتعكير صفو حج كل عام أصبحت سمة ننتظر جديدها وآخر صرعاتها كما حدث في الموسم الماضي لحج عام 1429هـ عندما شهد الموسم دعوة إيرانية إلى تنظيم مراسم (البراءة من المشركين) في مشعر عرفة، واطلاق (الصيحات) تنديداً بأمريكا وإسرائيل كـ (الموت لأمريكا... والموت لإسرائيل)، فهذه الموضة –أي الصيحات- بدأت في عهد الإمام الخميني منذ ثلاثين عاماً علي مسرح الإعلام دون واقع على الأرض، والتي أراها سعياً إيرانياً لإثبات قوتهم في مناسبة دينية مثل الحج حين يجتمع فيها ملايين المسلمين من حول العالم والسعي للعب دور ديني يمكنها من تمرير مخططاتها.وعلى نفس المسار وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية ، ظلت السعودية ترفض فكرة تجنيد أيام شهر ذي الحجة لغير غاياته، أو أن يصبح الحج مناسك للتعبئة الشعبية، بل ظلت الحكومة السعودية المتزنة أمام المسلمين التي تجيد تشخيص الأهواء والتي قد تدفع الدول الإسلامية إلى مناطق نزاع لا تجدي نفعاً، ولنا في رفض دخول قناة الجزيرة لتغطية مناسك الحج قبل عام 2007م مثلاً لرفض السعودية أي تعبئة سياسية مع الشقيقة قطر نظراً لأسلوب القناة المثير للنزاعات السياسية في ذلك الوقت .هذا الرفض بأن تصبح مناسك الحج مكاناً للتنفيس والتصعيد والتعبئة السياسية أتى إيماناً بأن الحج فريضة إلهية ويجب أن تعطى حق قدرها بلا غلو أو تشدد، فالمتابع للشأن السياسي السعودي يلاحظ قلة الأعمال والتصريحات السياسية في هذا الشهر، وفي هذا الشهر تتسارع خطى القيادة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني باستضافتهم الحجاج على نفقتهم الشخصية مثل استضافة الملك لـ 1500 حاج فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة واستضافة النائب الثاني اسر الشهداء من قوات الأمن ، كذلك في هذا الشهر تجدهم وقد جردوا من البروتوكولات الرسمية، فسنجد مثل كل عام أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حاملاً تصريح الحج ومرتديا إحرامه ليتفقد المشاعر المقدسة تاركاً البشت في مكتبه، وسنجد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله مرتدياً زي الكشافة مسهلاً للحجيج نفرتهم، وسنجد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة مرتدياً زي الطاقم الطبي مباشراً عمله الميداني معالجاً الحالات الصحية العارضة، ونجد أن كافة الوزارات تعمل جاهدة للمشاركة وبشكل قوي للمساهمة بإنجاح خطط حج كل عام.ختاماً، في كل عام تثبت لنا القيادة السعودية حنكتها وحكمتها في إدارة وتنظيم شؤون حجاج بيت الله الحرام دون تشدد أو غلو، ساعية لإرضاء المولى عز وجل ثم راحة ملايين المسلمين القاطنين في المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج؛ ولم تلتفت القيادة للعبث السياسي بغية تحقيق الأهداف للوصول لغاية ملايين المسلمين (حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا) فالسعودية أخذت زمام المبادرة بان الحج عبادة وسلوك حضاري .المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 25 نوفمبر 2009رابط المقال:http://al-madina.com/node/201483 | |
|